بسم الله الرحمن الرحيم

سمّ الأقلام والأقلام المسمومة


إن الناظر إلى الحملة الشعواء ضد المرأة المسلمة في بلادنا ليعجب من التشابه بينها وبين ما حصل في مصر في بداية الدعوة إلى تدمير المرأة لا تحريرها، وكان للأقلام المسمومة في الصحافة في تلك الحقبة من تاريخ مصر أثر ليس بالهين ، وكانت تلك الأقلام تبث المفاهيم المضللة من دعوة إلى حرية المراة تارة ... وعمل المرأة تارة أخرى ... ومساوة المرأة بالرجل ... وتحديد النسل ... وغير ذلك ، بل وصل الحال بتلك الأقلام أن دعت إلى إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا فكانت بعض الأقلام المسمومة تُبجلُ وتمجدُ الفنانات والراقصات في السينما وعلى المسرح، وأنهن قدوة يقتدى بهن في أمور كثيرة من ذلك اللباس والمأكل والمشرب.

ومن الكتب التي فضحت تلك الأقلام المسمومة في مصر كتاب ''الصحافة والأقلام المسمومة'' للأستاذ أنور الجندي - رحمه الله -، فينقل عن محمد التابعي عبارة يحكي فيها التابعي واقع الصحافة فيقول: ''وهكذا أصبحنا جميعا نحن الصحفيين بين فاسدين ومفسدين، ومنافقين وخونة، مأجورين للكتلة الغربية والكتلة الشرقية، وأصبح الشعب في حيرة من لسانه المسموم، الصحف التي أبدت الطغيان، ودافعت عن الفساد ، الصحفيون الذين مرغوا جباههم تحت أقدام الطغيان، بعد أن أسفر الطغيان'' .ا.هـ. .

إن ما يكتب في الصحف عن قضية المرأة ليجعلنا نخشى من تكرر الأقلام المسمومة التي كان لها دور خطير في انتشار الرذيلة والسفور والاختلاط، وكانت تخدم في نفس الوقت أهداف الغزو الثقافي والسلوكي والحضاري الغربي في ترويض المرأة المسلمة وجعلها سلعة رخيصة مبتذلة، فلا بد لنا من التحذير من الأقلام المسمومة التي تريد الفساد عن طريق الطرق على وتر المرأة ، وأن المرأة مهضومة في المجتمع ، وأنها معطلة... وأنها وأنها .

وعلى المرأة المسلمة الواعية أن تحذر من الأقلام المسمومة التي تنادي بتدميرها لا بتحريرها ولا ترعف إلا بالشر ، وأن تقوم بتحصين نفسها وغيرها منها ، لكي لا تكون فريسة سهلة ، وأن تجعل قدوتها الصحابيات - رضي الله عنهن -.

اللهم احفظ بلادنا من الأقلام المسمومة ، واحفظ نسائنا من دعوات التغريب والتحرير .


المصدر : ملحق الرسالة - الجمعة 9 شوال 1426 - الموافق - 11 نوفمبر 2005 - ( العدد 15542)
 



صورة ضوئية للمقال

رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ