بسم الله الرحمن الرحيم

 فائدة : هل يناظر الرافضة إذا كان هناك أصل لا يجتمع عليه ؟


الحمدلله وبعد .
فائدة :
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتاب التعالم (ص 93- الحاشية) :
واعلم أن كل الفرق تمكن مناظرتها إلا الرافضة ، لأنه لا بد للمتناظرين من أصل يرجعان إليه ( الكتاب والسنة ) وهم لا يؤمنون بالسنة إلا ما كان من طريق آل البيت ، وأن القرآن فيه تحريف ونقص ... ولهذا لا تباحثهم في الأصول أو الفروع ما لم تقررهم على المرجع في المناظرة ولن يقروك فتنقطع المناظرة من أصلها فاحتفظ بهذه الفائدة واحذر منهم التقية والله أعلم .ا.هـ.
فأين كثير ممن يضيعون أوقاتهم في المناظرة مع الرافضة من هذه الفائدة النفيسة من هذا العالم الجليل وكذلك هم لا يتفقون على الأصل في المناظرة ، فنصيحتي للذين يناقشون الرافضة أن لا يضيعوا أوقاتهم في مثل ذلك ، والاشتغال بالعلم الشرعي والبحث فيه أولى وأجدر وخاصة في هذه الأزمان التي قل فيها العلم وكثر الجهل .
نسأل الله أن يزدنا علما وفقها في دينه .

-----------------------------------------

الأخ الفاضل أبا سلمان سلمه الله .
إليك كلام إمام من ائمة السلف في هذا الموضوع لتقارن رأيك برأيه .

يقول الإمام الالكائي مبينا ما جنته مناظرة المبتدعة من جناية على المسلمين ، مقارنا بين حال المبتدعة في عصر السلف الأول ، وما كانوا عليه من ذل وهوان ، وبين حالهم بعد فتح باب المناظرات معهم عند بعض المتأخرين وما أصبح لهم بسبب ذلك من صيت وجاه حتى أصبحوا أقرانا لأهل السنة في نظر العامة :
فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة ، يموتون من الغيظ كمدا ودردا - دردي الزيت : ما يبقى أسفله - ولا يجدون إلى أظهار بدعتهم سبيلا ، حتى جاء المغررون ففتحوا لهم إليها طريقا ، وصاروا إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرات ، وظهرت دعوتهم بالمناظرة ، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج ، وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا وأخدانا ، وعلى المداهنة خلانا وأخوانا ، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا ، ويلعنونهم جهارا ، وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين . شرح أصول اعتقادأهل السنة (1/19) .
فرحم الله اللالكائي ، فكيف لو رأى المناظرت التي تجري في بعض وسائل الإعلام في المناسبات الدينية - زعموا - بين أهل السنة والرافضة .

والكلام التالي نقلته من كلام أبي أنس المدني في المنبر العام وهو كلام جميل .
فلقد كان من منهج السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم أنهم كانوا لا يستمعون لشبهات أهل البدع والخرافة ولو كلمة واحدة ، بل كانوا ينهون عن مناقشتهم علانية أمام الناس ، لأسباب كثيرة منها أنه قد تقع من هذه الشبهات شيء في قلوب ضعفاء الإيمان والعلم مثلك ، قتتمكن الفتنة في قلوبهم ، وهذا ما فعله ابن عمر مع القدرية ، ولأنَّ مناقشتهم علانية قد يرفع شأنهم عند العوام وهم أحقر من ذلك ، وهذا كان ردُّ سماحة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله عندما دعاه أحمد الخليلي الإباضي الخرافي المحترق إلى المناظرة فأبى الشيخ ذلك وقال هذه الكلمة ، وإلا فإنه لو وكل الشيخ أحد طلبته لألقم هذا الخليلي المحترق الحجر في فمه وأخرسه .......
ولكنهم يناقشون من أراد معرفة الهدى والخير للتوصل للحق لا للجدل وإلقاء الشبهات على المسلمين ، وليس عدم مناقشتنا لهم ضعفاً منا أو عدم استطاعة ….. لا والله ….بل الحق عندنا واضح وجلي ما دمنا أننا متمسكون بالنورين الكتاب والسنة فكل ما عداهما وخالفهما فهو عندنا باطل مردود ، لكن أهل العلمنة والرافضة ليس لديكم إلا ما تراه عقولهم السخيفة أو تبعيتهم لأسيادهم من الغرب والشرق ، وإليكم هذه القصة العجيبة :
في أيام سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله – مفتى الديار السعودية في وقته – جاءت رسالة من آيات طهران وزعماء الرافضة بدعوة الشيخ ومن معه لمناظرة علنية تنقل مباشرة عبر وسائل الإعلام ، فكان ردُّ الشيخ رحمه الله بتجاهل هذه الدعوة والتي من وراءها فتنة عظيمة للمسلمين ، فما لبثت أن جاءت رسالة ثانية وثالثة وهكذا ، حتى جمع الشيخ رحمه الله العلماء واستشارهم فكاد الإجماع ينطبق على رفض ذلك وأنه سيفتح باباً عظيماً وشراً مستطيراً للمسلمين الجهلة ، إلا أن الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله رأى رأياً مناسباً وهو أننا نجيبهم بالموافقة على طلبهم وعلى كونه عليناً في وسائل الإعلام لكن بثلاثة شروط وهي كالتالي :
1 – أن يكون المرجع بيننا عند الاختلاف شيئان ( القرآن وصحيح البخاري ) فما وافقهما أخذناه وما خالفهما .
2 – أننا ندعوكم في نهاية المناظرة إلى المباهلة ( وأن كنت لا تعرف ما هي المباهلة فأسأل عنها ) .
3 – وأننا إذ ألجمناكم الحجة ولم ترجعوا عن باطلكم فإن لنا أن نحكِّم فيكم كتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبما نراه مناسباً في حقكم .

وفعلاً ذهبت هذه الرسالة إلى آيات الشيطان في إيران ولم يرجع الجواب إلى الآن منهم ، فلماذا أحجم أعداء الله في قبول المناظرة بعد هذه الشروط العادلة .
لقد ذهب الحمار بأم عمرو *** فلا رجعت ولا رجع الحمار .ا.هـ. كلام أبي أنس .
اللهم زدنا علما وفقها في دينه وأجعلنا من العاملين بسنة نبيك .

-----------------------------------------
تعليق الأخ أبوأنس المدني
أخي الفاضل / المقداد وفقه الله وسدده .....
يبدو أننا نتفق جميعاً في المسألة من حيث أصلها وفروعها ، وأنا معك أننا لا نسكت عن الشبهة إذا قيلت وألقيت على المسامع ، ولابد من التصدي لها وبكل قوة ، وردها وتنفيدها ودحضها وكشف عوراها وعوار القائل بها والداعي إلى البدعة أو المنكر ...........
فنحن جميعاً لا نختلف في هذه المسألة لكن يا أخي الحبيب القضية الأولى التي من أجلها أفرد الأخ الحبيب عبدالله زقيل عنواناً خاصاً به ووضعه هذا الكلام المبارك هو أنه قد يقوم بعض المتسبين للعلم والمعرفة وهم في الحقيقة مزجا البضاعة من العلم الشرعي الصحيح المؤصل من الكتاب والسنة فيفسد بزعم الإصلاح أكثر من غيره - وهذا وللأسف مجرب مشاهد في بعض انصاف المتعلمين والمتعالمين - فالقضية أصلاً أساسها هي : دعوة أهل الباطل لمناظرتهم وتحديهم ومناقشتهم العلنية أو السرية إذا كان في جمع من الناس أن هذا هو الذي يخشى منه ، وذلك تغليباً للمصلحة في حفظ سلامة الإيمان والعلم في قلوب العوام لئلا تتطرق الفتنة والشبهة إليهم فلا تخرج من قلوبهم .
ولكن عندي وجة نظر ( كنت لا أحب نشرها وأحتفظ بها ) في هذه المسألة ، وهي : أن المناظر إذا كان عالماً أو طالب علم متمكن في القضة المراد مناقشته هو ألا يتخذ من نفسه خصماً ضعيفاً ويجعل نفسه في قفص الإتهام وتكون المناظرة كلها هي الدفاع عن الحق .......
أنا أرى هذا فيه خطورة أكثر من النفع وأن ضرره أكثر من نفعه وأن مصيبته أعظم ، لكن المناظر الذكي ( وهذا عام مع الرافضة أو غيرهم ) يستخدم علمه في الهجوم !!!!!! كيف ذلك ؟؟؟؟
وذلك بقذف الشبهات في دين الخصم وعقيدته وزلزلتها من الداخل في قلوب المستمعين ، وهذا أقل فائدة فيه هو أنك تلقي الشبهة في قلب الخصم حتى يكون محتاراً فلعله يبحث عن الحق فيصل إليه .
وإن من أعجب من أرى وأسمع له باهتمام جداً في هذا الباب الشيخ أحمد ديدات - شفاه الله وعافاه -
في محاجته للنصارى وتشكيكه في معتقدهم ودينهم بإيراد الشبهات العظيمة في التثليث ونحوها من البنوة والأبوة ونحوها ، ولقد سمعت أكثر من مرة أن بعض النصارى ممن يحضرون المناظرة يسلمون بعدها بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه الطريقة الذكية ، والحرب خدعة .
ولو استمعت إلى المناظرة التي جرت بينه وبين أكبر قساوسة السويد لرأيت عجباً ، ولرأيت نور الإيمان والتوحيد وهو ينصب صباً على هذا الصليبي وهو لا يجد جواباً ، فما كان إلا أن قامت إمرأة بعد المناظرة وأعلاتنها صريحة وشهدت بالتوحيد وبالرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهذا لآن الخصم قد إمتلأ قلبه شكاً وحيرة فلم ير إلا الحق والهدى أمامه فلم يكن له إلآ إتباعه والحمد لله .
وهذا الأسلوب بالمناسبة أنا قد جربته مع احد الرافضة ( من الآيات الشياطين ) فلم يستطع الجواب وأفحمته وصار يتلبط تلبطاً كسيراً أمام قومه من الحجاج الإيرانيين الذي كانوا معه ، واكن هو يحاول إستخدام نفس أسلوبي فكلما أراد ذكر بعض الشبهات أو الطعن في الصحابة أو ذكر بعض الأحداث أو المتشبهات في السنة أغلق عليه الباب وأعيده لأصل الموضوع ولاأدع له مجالاً للكلام او الرد وهذا أظنه إن شاء الله أن قد سبب له إحراجاً كبيراً أمام جماعته وألقيت بذلك بذرة في قلوبهم لعل الله أن يهديم .
وفي الختام أؤكد مرة أخرى بأنه لا يجوز بل ويحرم على كل من ليس أهلاً للحديث مع أهل البدع ان يتشلق هذا الجبل الوعر فإنه دحض ومزلق خطير الوقوع فيه ، وكون الإنسان يسلم أولى له من الوقوع في الفتن والشبهات التي قد تكون سبباً لزيغه والعياذ بالله . والله أعلم .

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
zugailam@islamway.net 

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ