بسم الله الرحمن الرحيم

التَّعْـلِـيقَاتُ الْأَلْبَانِيّـةُ عَلى " الْمُرَاجَعَات "


الحمد لله وبعد ؛

كنتُ قد بدأت في طرحِ سلسلة من تخريجات العلامة محمد ناصر الألباني - رحمه الله - لكتاب يعد مرجعا من مراجع الرافضة ألا وهو كتاب " الْــمُــرَاجَــعَــات " . وهذه روابط المواضيع :
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1)
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (2)
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (3)

وبعد أن استشرت بعض الإخوة في طريقة طرح الموضوع ، رأيت أن الموضوع بهذه الطريقة قد يطول جدا ، فأحببت أن أقوم بالاختصار ، وذلك للأسباب التالية :

أولا : أن بعض تخريجات الشيخ طويلة جدا كما في حديث : " أنا مدينة العلم ، و على بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه " ، وهذا ربما لا يهم القارئ من قريب أو بعيد ، فيزهد في قراءة الموضوع بالكلية .

ثانيا : غيرت من طريقة طرح الموضوع بما يلي :
1 - نص الحديث .
2 - حكم الشيخ الألباني - رحمه الله - من غير التخريج المطول للحديث .
3 - الاقتصار على رد الشيخ على صاحب " الْــمُــرَاجَــعَــات " وعلى غيره ، والذي يبين فيه الشيخ تجني المعبد لغير الله على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والكذب عليها .
4 - قد أضيف بعض التعليقات المهمة من كتب أخرى لأهميتها .

ثالثا : أن هذه الطريقة ستستوعب أكبر عدد ممكن من الأحاديث ، ومن أراد التوسع في التخريج للحديث بإمكانه الرجوع إلى أصل الكتاب ، والاستفادة مما فيه من تخريج الشيخ - رحمه الله - .

رابعا : سأضع الموضوع كاملا هنا ، وليس في حلقات متسلسلة لكي يتسنى لمن أراد المتابعة أن يرجع إليه مباشرة دون البحث عن كل حلقة ، وهذه مما يسهل الأمر على الباحث .

خامسا : سأكتفي بالمقدمة السابقة في بيان ترجمة صاحب " الْــمُــرَاجَــعَــات " ، والكلام عن كتابه لمن أراد الرجوع إليها ، وهي في الرابط الأول من الروابط الثالثة الآنفة .

سادسا : سأنقل تخريج الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - كاملا لبعض الأحاديث بسبب كثرة استدلال الرافضة بها .

ولنشرع الآن في الموضوع .
ونسأل الله الإعانة على إتمامه .


التَّعْـلِـيـقَـاتُ الْأَلْـبَـانـِيّـَةُ عَـلى " الْمُرَاجَعَات "

1 / 893 - من سره أن يحيا حياتي ، و يموت ميتتي ، و يتمسك بالقصبة الياقوته التي خلقها الله بيده ، ثم قال لها : " كوني فكانت " فَلْيَتَولَّ علي بن أبي طالب من بعدي .
مـوضـوع .


2 / 894 - من سره أن يحيا حياتي ، و يموت مماتي ، و يسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، و ليوال وليه ، و ليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنا لهم الله شفاعتي .
مـوضـوع .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في رده على صاحب المراجعات :
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/155 و 217-218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد ، معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي !

وكم في هذا الكتاب " المراجعات " من أحاديث موضوعات ، يحاول الشيعي أن يوهم القراء صحتها ، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على مذهبهم ! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في فضل علي رضي الله عنه ، بل حشر كل ما روي فيه ! وعلي رضي الله عنه كغيره من الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في " مصطلح الحديث " يكون التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات ، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح منها ، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات المسائل المختلف فيها بينهم ، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم ، بل كل محاولة في سبيل ذلك فاشلة . والله المستعان .


3 / 895 - لاتسبوا عليا ؛ فإنه ممسوس في ذات الله تعالى .
ضـعـيـف جـدًا .


4 / 4881 – " هَذا عليٌّ قَدْ أَقْبلَ في السَّحابِ " .
مـوضـوع .


5 / 4882 – " أُوصِي مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ ، فَمَنْ تَوَلاهُ تَوَلانِي ، ومن تَوَلانِي فَقَدْ تَولَّى الله " .
ضـعـيـف جـدًا .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في رده على صاحب المراجعات :
ومع ذلك ؛ استروح إلى حديثهما هذا : ابن مذهبهما الشيخ عبد الحسين ، المتعصب جدا لتشيعه في كتابه الدال عليه " المراجعات " ( ص 27 ) ، فساقه في مساق المسلَّمات ، بل نص في المقدمة ( ص 5 ) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صح ؛ فقال : " وعُنِيتُ بالسنن الصحيحة " !!


6 / 4883 - علي أقضى أمتي بكتاب الله ، فمن أحبني فليحبه ؛ فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي عليه السلام .
مـنـكـر بـهـذا الـتـمـام .


7 / 4884 - يا عبد الله ! أتاني ملك فقال : يا محمد ! " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا " [ الزخرف : 45 ] على ما بعثوا ؟ قال : قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب .
مـوضـوع .


8 / 4885 - مرحباً بسيد المسلمين ، وإمام المتقين .
مـوضـوع .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - :
ومما يؤكد وضع هذا الحديث : المبالغة التي فيه ؛ فإن سيد المسلمين وإمام المتقين ؛ إنما يصح أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فقط . ولذلك حكم على هذا الحديث – وأمثاله مما في معناه – العلماء المحققون بالوضع ، كما تقدم في الحديث (353) ؛ فراجعه .


9 / 353 - إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
مـوضـوع .
ونقل العلامة الألباني - رحمه الله - كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فقال :
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وهذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث ، ولا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم ، ولا نعلم أحدا هو " سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين " غير نبينا صلى الله عليه وسلم ، واللفظ مطلق ، ما قال فيه مِن بعدي " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 473 ) .


10 / 350 – من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .
لا أصـل لـه بـهـذا اللـفـظ .
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في تعليقه على هذا الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " .

وأقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 38 ) وكفى بهما حجة .

وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة ، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي ، ولو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا ، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه ، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره .

ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه (1/377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله مرفوعا . وأبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما . لكن الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) ولم يذكرا في ترجمته غير أن له كتابا ! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا ، وكذلك ليس له ذكر في شيء من كتبنا ، فهذا حال الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن كتبهم كما في المقدمة ( ص 33 ) .ا.هـ.

- مـلـحـوظـة :
هذا الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما تلهج به الرافضة صباح مساء ، ولا تكاد تسمع رافضي إلا وهو يستدل به ، فإذا طرحه لك أحدهم فعليك بهذا الكلام المتين من كلام شيخ الإسلام والعلامة الألباني - رحم الله الجميع - .


11 / 351 – يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة .
مـوضـوع .
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - :
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وحديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب " . وأقره الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .


12 / 352 – يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة .
مـوضـوع .
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - :
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وأحاديث المواخاة كلها كذب " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص460) .


13 / 355 - الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ( يس ) الذي قال : ( يَا قَوْم اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) [ يس : 20 ] ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) [ غافر : 28 ] ، وعلي بن أبي طالب هو أفضلهم .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ": " هذا حديث كذب " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص309 ) وكفى بهما حجة .

ولما عزاه ابن المطهر الشيعي لرواية أحمد ، أنكره عليه شيخ الإسلام في رده عليه فقال : " لم يروه أحمد لا في " المسند " ولا في " الفضائل " ، ولا رواه أبدا ، وإنما زاده القطيعي [ قال العلامة الألباني في الحاشية : يعني على كتاب أحمد في " فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم " انظر ص 431 – 432 من " المختصر " ] عن الكديمي حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع ، حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا . فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ : " يتهم بالوضع ". والكديمي معروف بالكذب ، فسقط الحديث ، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا ، ففي " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ... " وأقره الذهبي في " مختصره " ( ص452-453) .


14 / 357 – علي إمام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، ومخذول من خذله .
مـوضـوع .


15 / 358 – السُّـبَّق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
ضـعـيـف جـداً .


16 / 4886 - يا أنس ! أول من يدخل عليك من هذا الباب : أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين . قال أنس : قلت : اللهم ! اجعله رجلاً من الأنصار – وكتمته - ؛ إذ جاء علي ، فقال : من هذا يا أنس ؟ فقلت : علي . فقام مستبشراً فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه . قال علي : يا رسول الله ! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ؟! قال : وما يمنعني ، وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ؟!
مـوضـوع .


17 / 4887 - إن الله تعالى عهد إلي عهداً في علي . فقلت : يا رب ! بينه لي ؟! فقال : اسمع . فقلت : سمعت . فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني .
مـوضـوع .


18 / 4888 - يا أبا برزة ! إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب ؛ فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني .
يا أبا برزة ! علي بن أبي طالب أميني غداً يوم القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي .
مـوضـوع .


19 / 4889 - ليلة أسري بي ؛ انتهيت إلى ربي عز وجل ؛ فأوحى إلي في علي بثلاث : أنه سيد المسلمين ، وولي المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
( تنبيه ) : عزا السيوطي حديث الترجمة في " الجامع الكبير " (2/158/1) لابن النجار وحده ! فيستدرك عليه أنه رواه ابن عساكر أيضا .

وأما قول عبد الحسين الشيعي في كتابه " المراجعات " (ص169) – بعد أن عزاه إلى الابن النجار ؛ نقلا عن " الكنز " - : " وغيره من أصحاب السنن " .

فهذا كذب وزور ؛ فإنه لم يروه أحد من أصحاب " السنن " ، والمراد بهم أصحاب " السنن الأربعة " : أبو داود ، النسائي ، الترمذي ، ابن ماجه ! وإنما يفعل ذلك تضليلا للقراء ، وتقوية للحديث !

ومن ذلك أنه فرق بين الحديث وحديث الحاكم المذكور آنفا ؛ ليوهم أنهما حديثان ! والحقيقة أنهما حديث واحد ؛ لأن مداره على عبد الله بن أسعد . غاية ما في الأمر أن الرواة اختلفوا فيه ، فبعضهم جعله في مسنده ، وبعضهم من مسند أبيه ! من أن الطرق كلها غير صحيحة كما رأيت . والله المستعان .


20 / 4890 - يا أنس ! انطلق فادع لي سيد العرب – يعني : علياً - . فقالت عائشة رضي الله عنها : ألست سيد العرب ؟! قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب . يا معشر الأنصار ! ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده ؟! قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : هذا علي ؛ فأحبوه بحبي ، وأكرموه لكرامتي ؛ فإن جبريل صلى الله عليه وسلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل .
مـوضـوع .


21 / 4891 – أنت تُبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي .
مـوضـوع .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - :
والحديث ؛ أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (3/61/2) من رواية الديلمي وحده !

وإليه عزاه الشيعي في "المراجعات " (172) ، ونقل تصحيح الحاكم إياه ، دون نقد الذهبي له ، كما هي عادته في أحاديثه الشيعية ، ينقل كلام من صححه دون من ضعفه !

أهكذا يصنع من يريد جمع الكلمة وتوحيد المسلمين ؟!

ولا يقتصر على ذلك ؛ بل يستدل به على :
" أن علياً من رسول الله ، بمنزلة الرسول من الله تعالى ... " !!! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرأً !

وأما إذا وافق الذهبي الحاكم على التصحيح ؛ فترى الشيعي يبادر إلى نقل هذه الموافقة ، بل ويغالي فيها ؛ كما تراه في الحديث الآتي .


22 / 4892 - من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أطاع علياً فقد أطاعني . ومن عصى علياً فقد عصاني .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
( تنبيه ) : ذكر الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص174) فقال : " أخرجه الحاكم في ص (121) من الجزء الثالث من " المستدرك " ، والذهبي في تلك الصفحة من " تلخيصه " ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين " !!

قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما آنفا : " صحيح الإسناد " !

وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، ودِدْتُ هذا ؛ عملا بقوله تعالى : " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " [ المائدة : 8 ] ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!

بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حدٍّ ؛ فقلت : لعلَّ بصره انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهوا ، ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضا حديث مصحح شرط الشيخين ! فتيقنت أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمدا ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا المؤلف ؟!

ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية ( ص 45 ) :
أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من " المستدرك " عن ابن عباس قال : شرى عليٌّ نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في ( تلخيص المستدرك ) !!

وإذا رجع القارئ إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول الحاكم : " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ! وقول الهبي : " صحيح " !

ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضا بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة المذكورة والتي تقابلها أيضا ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين .

ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛ ألا وهو أبو بَلْجٍ عن عمرو بن ميمون .

فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سُلَيْمٍ ؛ أخرج له الأربعة دون الشيخين . وفيه أيضا كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم : " محله الصدق " . وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال أبو زرعة : " صدوق " وأما الأزدي فقال : " عنده مناكير " .

ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه السابقتين ؛ فراجعه .


23 / 4893 - يا علي ! من فارقني فقد فارق الله . ومن فارقك يا علي ! فقد فارقني .
مُـنـكـر .


24 / 4894 - يا علي ! أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
( تنبيه ) : أورد الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص 175) من رواية الحاكم وقال : " وصححه على شرط الشيخين " !! ولم ينقل - كعادته – رد الذهبي عليه ، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول ابن الأزهر : " فحدثني ( عبد الرزاق ) – والله – بهذا الحديث لفظا ، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه " !

والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث ؛ كما يوهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبد الرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ : " فتبسم يحيى بن معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث " .

قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح أن الحديث غير صحيح عند ابن معين . فلو كان الشيعي عالما حقا ، ومتجردا مُنصفا ، لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه جواب ! وهيهات هيهات !


25 / 4895 - يا علي ! طوبى لمن أحبك وصدق فيك . وويل لمن أبغضك وكذب فيك .
بـاطـل .


26 / 4896 - يا عمار بن ياسر ! إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس واديا غيره ، فاسلك مع علي ؛ فإنه لن يدلك على ردى، ولن يخرجك من هدى .
مـوضـوع.


27 / 4897 - كفي وكف علي في العدل سواء .
مـوضـوع .

قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
ومن تدليس عبد الحسين الشيعي في " مراجعاته " ( ص 177 ) : أنه لما ذكر الحديث مجزوما برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لم يذكر من خرجه – كعادته - ؛ فإنه يذكره ولو كان الديلمي ، وإنما أحال به على " الكنز " موضحا رقمه فيه وجزأه وصفحته ! دون أن يذكر من خرجه ؛ لأن فيه : " أخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " !

لأنه يعلم أنه لو صرح بذلك ؛ لكشف للناس عن استغلاله للأحاديث الضعيفة – بل الموضوعة – في تسويد كتابه والاحتجاج لمذهبه . والله المستعان !


28 / 4898 - يا فاطمة ! أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ؟!
مـوضـوع.


29 / 2955 - أنا مدينة العلم ، و على بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه .
مـوضـوع .

أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " كما يأتي ، والطبراني في " المعجم الكبير " (3/108/1) ، والحاكم (3/126) ، والخطيب في " تاريخ بغداد (11/48) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (12/159/2) من طريق أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . وقال ابن جرير والحاكم : " صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله : " بل موضوع " . ثم قال الحاكم : " وأبو الصلت ثقة مأمون " . فتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : لا والله ، لا يقة ولا مأمون " . وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " : " اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : " رافضي " . وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، له مناكير ، وكا يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب " .
قلت : لم يوثقه أحد سوى ابن معين ، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه :
الأول : أنه ثقة . رواه عنه الدوري . أخرجه الحاكم (3/126) ، والخطيب في " التاريخ " (11/50) .
الثاني : ثقة صدوق . رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " (11/48) .
الثالث : ما أعرفه بالكذب . وقال مرة : لم يكن عندنا من أهل الكذب . رواه عنه ابن الجنيد . أخرجه في " التاريخ " (11/49) . وقال أحمد بن محمد القاسم بن محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين (ق 4/2) : " وسألت يحيى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب " . ورواه عنه الخطيب (11/50) .
الرابع : قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه . كذا أخرجه الخطيب عنه . وأخرجه الحاكم (3/127) من طريق أخرى عنه قال : " دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت ، فسلم عليه ، فلما خرج تبعته فقلت له : ما تقول رحمك الله في أبي الصلت ؟ فقال : هو صدوق " .
الخامس : ما أعرفه ! أخرجه الخطيب (11/49) من طريق عبد الخالق بن منصور قال : وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت ؟ فقال : فذكره . وقال الخطيب : " قلت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد " .

قلت : وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال ، على أنها باستثناء القول الأخير ، لا تعارض كبير بينها كما هو ظاهر . إلا أن القول الثالث : " ما أعرفه بالكذب " . ليس نصا في التوثيق ، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في الرواية . فيبدو لي – والله أعلم – أن ابن معين لم يكن جازما في توثيقه ، ولذلك اختلفت الرواية عنه ، وسائر الأئمة قد ضعفوه وطعنوا فيه فالعمدة عليهم دونه .

وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه :
الأول : هو صحيح . أخرجه الحطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري .
الثاني : ما هذا الحديث بشيء . قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه .
الثالث : قال يحيى بن أحمد بن زياد ك وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش : حديث ابن عباس ؟ فأنكره جدا . أخرجه الخطيب (11/49) .
الرابع : قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين : فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش ... فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها " .
فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة ، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف عنه .
الخامس : حديث كذب ليس له أصل . قال ابن قدامة في " المنتخب " (10/204/1) : " وقال محمد بن أبي يحيى : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به ( فذكره ) ، فقال أحمد : قبح الله أبا الصلت ذاك ، ذكر عن عبد الرزاق حديثا ليس له أصل . وقال إبراهيم بن جنيد : سئل يحيى بن معين عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد ؟ فقال : كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ، وهذا حديث كذب ليس له أصل . وسألته عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : قد سمع وما أعرفه بالكذب . قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ قال : ما سمعته قط ، وما بلغني إلا عنه " !

قلت : فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث . وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا ، فقال عقبها : " قلت : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه " .

قلت : وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية ، فأنا أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم :
الأول : محمد بن الطفيل . قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى ابن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن الطفيل عن أبي معاوية . كذا في " منتخب ابن قدامة " (10/204/1) .

قلت : وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في " التقريب " ، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق .

الثاني : جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " (7/172-173) من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي عنه : حدثنا أبو معاوية به . قال أبو جعفر : " لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد ، رواه أبو الصلت فكذبوه " .

قلت : فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة ، وقد قال الذهبي : " فيه جهالة " . ثم ساق له هذا الحديث وقال : " موضوع " . وأقره الحافظ على التجهيل ، وتعقبه على قوله بأنه " موضوع " فقال : " وهذا الحديث له طرق كثيرة في " مستدرك الحاكم " ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع " .

كذا قال ، وفيه نظر ، فإن الحديث ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق ، وطريق أخرى فقط ، وهي الآتية بعد .

الثالث : محمد بن جعفر الفيدي . أخرجه الحاكم (3/127) وروى بسنده الصحيح عن العباس بن محمد الدوري أنه قال : " سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ثقة . فقلت : أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش " أنا مدينة العلم " ؟ فقال : قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، وهو ثقة مأمون " . ورواه الخطيب أيضا (11/50) عن الدوري بلفظ : " فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟! أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية ، هذا أو نحوه " . ولم يذكر التوثيق ! وقد قال الحافظ في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي أبي عبد الله وقيل أبو جعفر الكوفي ، ويقال البغدادي العلاف المعروف بالفيدي من " التهذيب " : " روى عنه البخاري حديثا واحدا في " الهبة "و ... ومحمد بن عبد الله الحضرمي . ذكره ابن حبان في " الثقات " ... قلت : وقع في " الهبة " : حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر ، ولم يذكر نسبه ، والذي أظن أنه القومسي ، فإنه لم يختلف في أن كنيته أبو جعفر ، بخلاف هذا . والقومسي ثقة حافظ ، بخلاف هذا ، فإن له أحاديث خولف فيها " . وقال في " التقريب " : " محمد بن جعفر الفيدي ... العلاف نزل الكوفة ثم بغداد ، مقبول " .

قلت : ولينظر إذا كان جعفر بن محمد البغدادي المتقدم هو هذا أم غيره ، فقد روى عنه الحضرمي أيضا كما تقدم ، ويكون انقلب اسمه على بعض الرواة . والله أعلم .

الرابع : عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدثنا أبو معاوية به .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (276) وروى عن ابن معين أنه قال : " عمر بن إسماعيل شويطر ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدث عن أبي معاوية ... " . قال العقيلي : " ولا يصح في هذا المتن حديث " .

الخامس : رجاء بن سلمة : حدثنا أبو معاوية الضرير به . أخرجه الخطيب (4/348) . ورجاء هذا قال ابن الجوزي : " اتهم بسرقة الأحاديث " .

السادس : الحسن بن علي بن راشد . أخرجه ابن عدي (93/1) ، وعنه السهمي في " تاريخ جرجان " (24) : حدثنا العدوي : ثنا الحسن بن علي بن راشد حدثنا أبو معاوية به .

وهذه متابعة قوية ، لأن الحسن هذا صدوق رمي بشيء من التدليس كما في " التقريب " وقد صرح بالتحديث ، لولا أن العدوي هذا كذاب واسمه الحسن بن علي بن زكريا البصري الملقب بالذئب ! فهي في حكم المعدوم ! ولذلك قال ابن عدي : " وهذا حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية ، على أنه قد حدث به غيره ، وسرقه منه من الضعفاء ، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خيرا وأصدق من الحسن بن علي بن راشد الذي ألزقه العدوي عليه " .

قلت : فهولاء ستة متابعين لأبي الصلت ، ليس فيهم من يقطع بثقته ، لأن من وثق منهم ، فليس توثيقه مشهورا ، مع قول أبي جعفر الحضرمي المتقدم : " لم يروه عن أبي معاوية من الثقات أحد " .

مع احتمال أن يكونوا سرقوه عن أبي الصلت ، وهو ما جزم به ابن عدي كما تقدم ويأتي .

وقد وجدت لأبي معاوية متابعا ، ولكنه لا يساوي شيئا ،فقال ابن عدي ( ق 182-183 ) : حدثنا أحمد بن حفص السعدي : ثنا سعيد بن عقبة عن الأعمش به ؛ وقال : " سعيد بن عقبة ، سألت عنه ابن سعيد ؟ فقال : لا أعرفه . وهذا يروى عن أبي معاوية عن الأعمش ، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت عنه ، وقد سرقه عن أبي الصلت جماعة ضعفاء ، فرووه عن أبي معاوية ، وألزق هذا الحديث على غير أبي معاوية ، فرواه شيخ ضعيف ، يقال له : عثمان بن عبد الله الأموي عن عيسى بن يونس عن الأعمش . وحدثناه بعض الكذابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش " .

قلت : وأحمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي في هذا المتابع ؛ قال الذهبي : " صاحب مناكير ، قال حمزة السهمي : لم يتعمد الكذب . وكذا قال ابن عدي " . وقال في سعيد بن عقبة عقب الحديث : " لعله اختلفه السعدي " . وعثمان بن عبد الله الأموي الراوي عن المتابع الثاني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " : " متهم ، واهٍ ، رماه بالوضع ابن عدي وغيره " .

قلت : ومع ضعف هذه الطرق كلها ، وإمساك أبي معاوية عن التحديث به ؛ فلم يقع في شيء منها تصريح الأعمش بالتحديث . فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظا لكنه يدلس كما قال الحافظ في " التقريب " ، لا سيما وهو يرويه عن مجاهد ، ولم يسمع منه إلا أحاديث قليلة ، وما سواها فإنما تلقاها عن أبي يحيى القتات أو ليث عنه . فقد جاء في " التهذيب " : " وقال يعقوب بن شيبة في " مسنده " : ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلي بن المديني : كم سمع الأعمش من مجاهد ؟ قال : لا يثبت منها إلا ما قال : " سمعت " ، هي نحو من عشرة ، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : في أحاديث الأعمش عن مجاهد ، قال أبو بكر بن عياش عنه : حدثنيه ليث عن مجاهد " .

قلت : وأبو يحيى القتات ، وليث – وهو ابن أبي سليم – كلاهما ضعيف . فما دام أن الأعمش لم يصرح بسماعه من مجاهد في هذا الحديث ، فيحتمل أن يكون أخذه بواسطة أحد هذين الضعيفين ، فبذلك تظهر العلة الحقيقة لهذا الحديث ، ولعله لذلك توقف أبو معاوية عن التحديث به . والله أعلم . وقد روي الحديث عن علي أيضا ، وجابر ، وأنس بن مالك .

1 – أما حديث علي ؛ فأخرجه الترمذي واستغربه ، وقد بينت عليته في تخريج " المشكاة " (6087) .
2 – وأما حديث جابر ، فيرويه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني : ثنا عبد الرزاق : ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول : " هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، - يمد بها صوته - ، أنا مدينة العلم ... " .
أخرجه الحاكم (3/127 و 129) مفرقا ، والخطيب (2/377) . وقال الحاكم : " إسناده صحيح " ! ورده الذهبي بقوله : " قلت : العجب من الحاكم وجرأته في تصحيح هذا وأمثاله من البواطيل ، وأحمد هذا دجال كذاب " . وقال في الموضع الثاني : " قلت : بل والله موضوع ، وأحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك " . وقال الخطيب في ترجمة أحمد هذا وقد ساق له الشطر الأول من الحديث : " وهو أنكر ما حفظ عليه . قال ابن عدي : كان يضع الحديث " .

3 – وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن جعفر الشاشي : نا أبو صالح احمد بن مزيد : نا منصور بن سليمان اليمامي : نا إبراهيم بن سابق : نا عاصم بن علي : حدثني أبي عن حميد الطويل عنه مرفوعا به دون قوله : " فمن أراد ... " وزاد : " وحلقتها معاوية " ! أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " (214/2) .

قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون عاصم بن علي لم أعرف أحدا منهم ، ووالد عاصم – وهو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي – ضعيف ؛ قال الحافظ : " صدوق ، يخطىء ، ويصر " .

ولست أشك أن بعض الكذابين سرق الحديث من أبي الصلت وركب عليه هذه الزيادة انتصارا لمعاوية رضي الله عنه بالباطل ، وهو غني عن ذلك .

الثانية : عن عمر بن محمد بن الحسين الكرخي : نا علي بن محمد بن يعقوب البردعي : نا أحمد بن محمد بن سليمان قاضي القضاة بـ ( نوقان ) : حدثني أبي : نا الحسين بن تميم بن تمام عن أنس بن مالك به دون الزيادة ، وزاد : " ... وأبو بكر وعمر وعثمان سورها ، وعلي بابها .. " .

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (13/176/2) وقال : " منكر جدا ، إسنادا ومتنا " .

قلت : بل باطل ظاهر البطلان من وضع بعض جهلة المتعصبين ممن ينتسبون للسنة .

وجملة القول ؛ أن حديث الترجمة ليس في أسانيده ما تقوم به الحجة ، بل كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ومن حسنه أو صححه فلم ينتبه لعنعنة الأعمش في الإسناد الأول . فإن قيل : هذا لا يكفي للحكم على الحديث بالوضع .

قلت : نعم ، ولكن في متنه ما يدل على وضعه كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " منهاج السنة " قال : " وحديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي ، وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة ، والكذب يعرف من نفس متنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم ، ولم يكن لها إلا باب واحد ، ولم يبلغ العلم عنه إلا واحد ؛ فسد أمر الإسلام . ولهذا اتفق المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ، وخبر الواحد لا يفيد العلم بالقرآن والسنن المتواترة . وإذا قالوا : ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره . قيل لهم : فلا بد من العلم بعصمته أولا ، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن نعرف عصمته لأنه دور ولا إجماع فيها . ثم علم الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة قد طبق الأرض ، وما انفرد به علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسير قليل ، وأجل التابعين بالمدينة هم الذين تعملوا في زمن عمر وعثمان . وتعليم معاذ للتابعين ولأهل اليمن أكثر من تعليم علي رضي الله عنه ، وقد علي على الكوفة وبها من أئمة التابعين عدد : كشريح ، وعلقمة ومسروق وأمثالهم " . [ " منهاج السنة " (4/138-139) ، " مختصره " ( ص 496-497 ) ] .

ثم رأيت ابن جرير الطبري قد أخرج الحديث في " التهذيب " (1/90-91/181-182) من طريق عبد السلام وإبراهيم بن موسى الرازي وقال : " والرازي هذا ليس بالفراء ، ( وقال ) : لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث .

قلت : قال ابن عدي : " له حديث منكر عن أبي معاوية " . وكأنه يعني هذا .

قلت : وقد خفي على الشيخ الغماري كثير من هذه الحقائق ، فذهب إلى تصحيح الحديث في رسالة له سماها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي " والرد عليه يتطلب تأليف رسالة ، والمرض والعمر أضيق من ذلك ، لكن بالمقابلة تتبين الحقيقة لمن رأها .ا.هـ.

إضـافـة :
هذا الحديث من الأحاديث التي أجاب عنها الحافظ ابن حجر – رحمه الله - في كتاب " المصابيح " ، وانتقد الحافظَ ابنَ حجر – رحمه الله – عمرو عبد المنعم في كتاب " النّقدُ الصَّريحُ لأجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح " ( ص 101-120) ، وقد أطال الشيخ عمر عبد المنعم في تخريج الحديث ، لولا خشية الإطالة لنقلته بنصه ، ولكن تكفي الإحالة لمن أراد الاستزادة .


30 / 4899 - أنا المنذر ، وعلي الهادي ، بك يا علي ! يهتدي المهتدون [ بعدي ] .
مـوضـوع .

قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
والحديث مما تَلْهَجُ به الشيعة ؛ ويتداولونه في كتبهم ، فهذا إمامهم ابن مطهر الحِلِّي قد أورده في كتابه الذي أسماه : " منهاج الكرامة في إثبات الإمامة " ( ص 81-82 – تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم ) من رواية " الفردوس " قال : " ونحوه أبو نعيم ، وهو صريح في ثبوت الإمامة والولاية له " !!

وقلده عبد الحسين في " مراجعاته " ( ص 55 ) ، ثم الخُمَيْنِي في " كشف الأسرار " ( ص 161) ؛ وزاد عليهما في الكذب والافتراء أنه قال : " وردت في ذلك سبعة أحاديث عند أهل السنة " ! ثم لم يذكر إلا حديثا واحدا زعم أنه أسنده إبراهيم الحموي إلى أبي هريرة !

فمن إبراهيم الحموي هذا ؟ والله لا أدري ، ولا أظن الخميني نفسه يدري ! فإن صح قوله أنه من أهل السنة ؛ فيحتمل أن يكون إبراهيم بن سليمان الحموي ، المترجم في " الدرر الكامنة " ، و" شذرات الذهب " ، و" الفوائد البهية " ، و" الأعلام " للزِّرِكْلِيِّ ، فإن يكن هو ؛ فهو من علماء الحنفية المتوفي سنة (732 هـ ) ، فإن كان هو الذي عناه الخميني ، وكان صادقا في عزوه إليه ؛ فإنه لم يذكر الكتاب الذي أسند الحديث فيه . فقوله عنه " أسند " ! كذب مكشوف ؛ إذ كيف يُسند من كان في القرن الثامن ، فبينه وبين أبي هريرة مفاوز ؟!

ولو فرضنا أنه أسنده فعلا ؛ فما قيمة هذا الإسناد النازل الكثير الرواة ؟! فإن مثله قلَّ ما يسلم من علة ؛ كما هو معلوم عند العارفين بهذا العلم الشريف !

والعبرة من هذا العزو ونحوه مما تقدم عن هؤلاء الشيعة ؛ أنهم كالغَرْقَى يتعلقون ولو بخيوط القمر ! فلقد ساق السيوطي في " الدر المنثور " في تفسيره هذه الآية عدة روايات ؛ وليس فيها حديث الخميني عن أبي هريرة !

وأما حديث ابن عباس الذي احتج به ابن المطهر الحلي ؛ فقد عرفت ما فيه من العلل ، التي تدل بعضها على بطلانه ؛ فكيف بها مجتمعة ؟!

فاسمع الآن رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الحلي ، لتتأكد من بطلان الحديث ، وجهل الشيعة وضلالهم ؛ قال – رحمه الله – (4/38) : " والجواب من وجوه :

أحدها : أن هذا لم يقم دليل على صحته ؛ فلا يجوز الاحتجاج به ، وكتاب " الفردوس " للديلمي فيه موضوعات كثيرة ، أجمع أهل العلم على أن مجرد كونه لا يدل على صحة الحديث ، وكذلك رواية أبي نعيم لا تدل على الصحة .

الثاني : أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ، فيجب تكذيبه ورده ... " .

ثم ذكر بقية الوجوه ؛ وهي تسعة ؛ ولولا أن يطول الكلام سقتها كلها لأهميتها ؛ منها قوله : " الخامس : أن قوله : " بك يهتدي المهتدون " ؛ ظاهره أن كل من اهتدى من أمة محمد فبهِ اهتدى ! وهذا كذب بين ، فإنه قد آمن بالنبي خلق كثير واهتدوا به ودخلوا الجنة ؛ ولم يسمعوا من علي كلمة واحدة ، وأكثر الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم واهتدوا به لم يهتدوا بعلي في شيء ، وكذلك لما فُتِحت الأمصار وآمن واهتدى الناس بمن سكنها من الصحابة وغيرهم ؛ كان جماهير المسلمين لم يسمعوا من علي شيئا ، فكيف يجوز أن يقال : بك يهتدي المهتدون ؟! " .

ثم ذكر الوجه السادس ؛ أن الصحيح في تفسير الآية : أن المقصود بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فهو النذير وهو الهادي . وأما تفسيره بعلي فباطل ؛ لأنه قال : " وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ " ؛ وهذا يقتضي أن يكون هادي هؤلاء غيرَ هؤلاء ، فتتعدد الهداة ، فكيف يجعل علي هاديا لكل قوم من الأولين والآخرين ؟!


31 / 4900 - أنا وهذا ( يعني: علياً ) حجة على أمتي يوم القيامة .
مـوضـوع .

قلت : والحديث مما أورده الشيعي في " مراجعاته " ( ص 178) من رواية الخطيب فقط ، ساكتا عليه كعادته ، بل محتجا به قائلا : " وبماذا يكون أبو الحسن حجة كالنبي ؟ لولا أنه ولي عهده ، وصاحب الأمر من بعده ؟! " .

فيقال له : أثبت العرش ثم أنقش ؛ فالحديث باطل بشهادة الإمام النقاد الذهبي ، فإن كان هذا ليس حجة عنده بصفته شيعيا ؛ فما باله يحتج بهذا الحديث وعشرات أمثاله على أهل السنة ، وهو وأمثاله من الأئمة حجة عند أهل السنة ؟! وليس هذا فقط ، بل ليوهمهم بأنه لا يحتج إلا بما هو صحيح عندهم ، والواقع يكذبه . فالله المستعان !


32 / 4901 - مَكْتُوبٌ على بابِ الجَنَّةِ : لا إلهَ إلا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رسولُ الله ، عَلِيٌّ أخُو رسولِ اللهِ ؛ قَبْلَ أن تُخْلَقَ السَّماواتُ والأرضُ بأَلْفَي عامٍ .
مـوضـوع .

قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
( تنبيه آخـر ) : وعزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1/744) ، والشيخ علاء الدين – تبعا له في " الكنز " - : للطبراني في " الأوسط " ، والخطيب في " المتفق والمفترق " ، وابن الجوزي في " الواهيات " عن جابر .

وعزاه الشيعي في " مراجعاته " (178) إلى الأوّلَين معزوّاً إلى " الكنز " ، ولم يعزه إلى الثالث منهم – وهو ابن الجوزي في " الواهيات " ؛ تدليسا على القراء ، وكتما عنهم لحقيقة حال الحديث الذي يدل عليه عزوه إليه !

وأيضا ؛ فإنه لم يذكر الشطر الثاني من الحديث ، الذي يدل على حاله أيضا عند أهل العقول ! هذا ؛ وقد فاتني التنبيه على أن لفظ العقيلي ليس فيه : " علي أخو رسول الله " ، وقال بديله : " أيدته بعلي " . وكذلك رواه في ترجمة الكسائي ( ص 144) . وقد روي كذلك من حديث أبي الحمراء ، وهو الآتي بعده .


33 / 4902 - لما أُسْرِي بي ؛ رأَيْتُ في ساقِ العَرْشِ مَكْتُوبا ً: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله صَفْوَتي من خلقي ، أيدته بِعَلِيٍّ ونَصَرْتُهُ .
مـوضـوع .

أخرجه ابن عساكر (12/147/2) عن عبادة بن زياد الأسدي : نا عمرو بن ثابت بن أبي المقدام عن أبي حمزة الثُّمَالي عن سعيد بن جبير عن أبي الحَمْرَاءِ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا .

قلت : وهذا موضوع مسلسل بالرافضة :

الأول : أبو حمزة الثمالي – واسمه ثابت بن أبي صفية الكوفي – متفق على تضعيفة . بل قال الدارقطني : " متروك " . وقال ابن حبان : " كان كثير الوهم في الأخبار ؛ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد ؛ مع غلوه في تشيعه " . وعده السُّلَيْمَانِي في قوم من الرافضة .

الثاني : عمرو بن ثابت الكوفي ؛ قال ابن معين : " ليس بشيء " . وقال مرة : " ليس بثقة ولا مأمون " . وقال النسائي : " متروك الحديث " . وقال ابن حبان : " يروي الموضوعات " . وقال أبو داود : " رافضي خبيث " .

الثالث : عبادة بن زياد الأسدي شيعي أيضا ، لكنه مختلف فيه ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4892) . فالآفة ممن فوقه ، وشيخه هو الأحق بها . وبه أعله الهيثمي ؛ فقال في " المجمع " (9/121) : " رواه الطبراني ، وفيه عمرو بن ثابت ؛ وهو متروك " .


34 / 4903 – مَنْ أرادَ أنْ يَنْظُرَ إلى آدمَ في عِلْمِهِ ، وإلى نُوح في فَهْمِهِ ، وإلى إبراهيم في حِلْمِهِ ، وإلى زكريا في زُهْدِهِ ، وإلى مُوسَى بنِ عِمْرانَ في بَطْشِهِ ؛ فَلْيَنْظُرْ إلى علي بن ِ أبي طالبٍ .
مـوضـوع .

قال العلامة الشيخ الألباني - رحمه الله - :
( تنبيه ) : أورد حديثَ الترجمة هذا : الشيعي في " مراجعاته " وقال ( ص 179) : " أخرجه البيهقي في " صحيحه " ، والإمام أحمد بن حنبل في " مسنده " ، وقد نقله عنهما ابن أبي الحديد في الخبر الرابع من الأخبار التي أوردها في ( ص 449 ) من المجلد الثاني من ( شرح النهج ) " !!

قلت : وهذا التخريج كذب لا أصل له ، يقطع به من كان له معرفة بهذا العلم ، فلو كان الحديث في " مسند الإمام أحمد " فلماذا لم يورده الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " ، والسيوطي في " جامعه الكبير " ، و " الصغير " ، ولا في " الزوائد عليه " ؟!

ومما يؤكد لك ذلك أن البيهقي ليس له كتاب باسم " الصحيح " ، وإنما له " السنن الكبرى " ، و " معرفة السنن والآثار " وغيرهما . فمن الواضح البين أن المقصود من هذا التخريج ؛ إنما هو إظهار الحديث بمظهر الصحة .

وابن أبي الحديد معتزلي شيعي غالٍ ؛ كما قال ابن كثير في " البداية " (13/199) ، فلا يوثق بنقله ، لا سيما في هذا الباب ، كما لا يوثق بالناقل عنه ، كما قدمنا لك فيما مضى من الأمثلة !!

وقال الشيخ مقبل الوادعي في كتاب " رياض الجنة " ( ص 155 ) : هذا حديث موضوع ، وأبو عمر متروك .ا.هـ.


35 / 4904 – يا عَلِيُّ ! إن فيكَ مِنْ عيسى عليه الصلاة والسلام مَثَلاً ؛ أَبْغَضَتْهُ اليهودُ حتى بَهَتُوا أُمَّهُ ، واَحَبَّتْهُ النَّصارى حتى أَنْزَلُوُهُ بالمنزلة التي ليس بها .
ضـعـيـف .

وهذا الحديث توسع الشيخ في تخريجه في الرقم المشار إليه (4904) ، واختصر تخريجه في موضع آخر من الضعيفة (4842) ، وفي ظلال الجنة (1004) ، والمشكاة (6093) .

قال العلامة الألباني :
( تنبيه ) : أورد الشيعي في " مراجعاته " ( ص179 ) الحديث من رواية الحاكم ؛ دون الزيادة من قول علي رضي الله عنه ! والسبب واضح ؛ فإنها صريحة في إبطال دعواهم العِصْمة له ولأهل بيته ، كيف وهو يقول – إن صح - : وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة ...!

فسوى بين نفسه وغيره في احتمال أمره بمعصية ، فهل هذه صفة من له العصمة !

ومقصود الشيخ بالزيادة التي حذفها المعبد لغير الله – عليه من الله ما يستحق – هي :

وقال علي : ألا وإنه يهلك في محب مطري ، يفرطني بما ليس في ، ومبغض مفتر ، يحمله شنآني على أن يبهتني . ألا وإني لست بنبي، ولا يوحى إلي ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما استطعت . فما أمرتكم به من طاعة الله تعالى ، فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم ، أو كرهتم . وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري ، فلا طاعة لأحد في معصية الله - عز وجل - ، إنما الطاعة في المعروف .ا.هـ.

وبهذا تعلم أخي السني أن هؤلاء أصحاب هوى ، وعدم أمانة علمية في النقل ، فيأخذون ما يؤيد بدعتهم ، ويدعون ما ينقضها . والله المستعان .


36 / 4905 - إنَّ الأمَّةَ سَتَغْدُرُ بِكَ بَعْدِي .
ضـعـيـف .

- فـائـدة :
لم يعرف الشيخ الألباني – رحمه الله – عند تخريج هذا الحديث أبا أدريس الأودي ، ورجعت إلى كتاب " المستدرك على الصحيحن " (3/163) بتحقيق الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله – فقال : أبو إدريس هو يزيد بن عبد الرحمن ، وهو مستور الحال ، ترجمته في " تهذيب التهذيب " .


37 / 4906 - أَمَا إنَّكَ سَتَلْقَى بَعْدِي جَهْداً . يعني : علياً .
ضـعـيـف .


38 / 4907 - تُقَاتِلُ النَّاكِثينَ ، والقَاسِطينَ ، والمارِقِينَ : بالطُّرُقاتِ ، والنَّهْرَواناتِ ، وبالشَّعَفات .
مـوضـوع بـهـذا الـتـمـام .

وقد اطال الشيخ النفس في تخريج هذا الحديث (10/2/557-567) ، وذكر طرق الحديث ثم قال :

وبالجملة ؛ فليس في هذه الشواهد ما يشد من عضد الطرف الأول من حديث الترجمة ؛ لشدة ضعفها ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، لا سيما وفي رواتها كثير من الشيعة والرافضة ، فهم مظنة التهمة ؛ ولو لم يصرح أحد باتهامهم ، فكيف وكثير منهم متهمون بالكذب والوضع ؟! .ا.هـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " (4/99) : وهو – أي الحاكم – يروي في الأربعين أحاديث ضعيفة بل موضوعة عند أئمة الحديث كقوله : بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .ا.هـ.
وصدق الشيخ – رحمه الله - .


39 / 4908 - يا علي ! ستقاتل الفئة الباغية ، وأنت على الحق ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني .
ضـعـيـف .

وعزاه الشيخ - رحمه الله – إلى ابن عساكر ، وفي هذا رد على محمود الزعبي صاحب كتاب " البينات في الرد على أباطيل المراجعات " (2/124) عندما قال عند تخريجه للحديث :

حديث موضوع لا أصل له ولم يروه أحد من أصحاب الصحيح ولا السنن ولا المسانيد ، والمؤلف الرافضي لم يعزه إلى كتاب .ا.هـ.


40 / 4909 - والذي نفسي بيده ! إن فيكم لرجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله ، فيكبر قتلهم على الناس ؛ حتى يطعنوا على ولي الله تعالى، ويسخطوا عمله ، كما سخط موسى أمر السفينة والغلام والجدار ، وكان ذلك كله رضي الله تعالى .
مـوضـوع .

ولوائح الوضع عليه ظاهرة وإن كنت لم أقف على إسناده مع الأسف ! ويكفي في الدلالة على عدم صحته ؛ أن السيوطي اقتصر في عزوه – في " الجامع الكبير " (2/324/1) – على الديلمي فقط عن أبي ذكر . وكذا في " الكنز " (6/155/2587) !!

وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى .....

رابط الموضوع

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه زُقَـيْـل
zugailam@yahoo.com