بسم الله الرحمن الرحيم

التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (3)


16 / 4886 - يا أنس ! أول من يدخل عليك من هذا الباب : أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين . قال أنس : قلت : اللهم ! اجعله رجلاً من الأنصار – وكتمته - ؛ إذ جاء علي ، فقال : من هذا يا أنس ؟ فقلت : علي . فقام مستبشراً فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه . قال علي : يا رسول الله ! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ؟! قال : وما يمنعني ، وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ؟!
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/63 – 64) ، وعنه ابن عساكر (12/161/2) من طريق محمد بن عثمان بن لأبي شيبة : ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون : ثنا علي بن عابس عن الحارث بن حَصِيرة عن القاسم بن جُنْدُب عن أنس قال : ... فذكره مرفوعا .
قلت : هذا إسناد مظلم جدا ؛ ليس فيهم ثقة محتج به .
أولا : القاسم بن جندب لم أجد له ترجمة .
ثانيا : الحارث بن حصيرة شيعي محترق ، اختلفوا في توثيقه ؛ قال أبو حاتم : " هو من الشيعة العُتُقِ ؛ لولا أن الثوري روى عنه لتُرك حديثه " . وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطئ ، ورمي بالرفض " .
ثالثا : علي بن عابس – وهو الكوفي الأزرق – متفق على تضعيفه . وقال ابن حبان : " فَحُش خطؤه فاستحق الترك " .
رابعا : إبراهيم بن محمد بن ميمون ؛ قال الذهبي : " من أجلاد الشيعة ، روى عن علي بن عابس خبرا عجيبا . روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره " .

ويعني بالخبر العجيب هذا الحديث ؛ فقد قال بعد سبع تراجم : " إبراهيم بن محمد بن ميمون ؛ لا أعرفه ، روى حديثا موضوعا فاسمعه ... " ثم ذكره من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه .

وأقره الحافظ على حكمه على الحديث بالوضع ؛ غير أنه زاد عليه فقال : " وذكره الأسدي في " الضعفاء " ، وقال : " إنه منكر الحديث " . وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال شيخنا أبو الفضل : " ليس ثقة " .
خامسا : محمد بن عثمان بن أبي شيبة مختلف في توثيقه ، لكن أشار الحافظ في ترجمة إبراهيم بن محمد أنه قد رواه عنه غيره ، فإن ثبت ذلك ، فالعهدة فيه على من فوقه . ولعل الحافظ أخذ ذلك من قول الذهبي المتقدم : " روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره " !!

وأبو شيبة هذا لم أعرفه ، ولعله أراد أن يقول : أبو جعفر بن أبي شيبة فسبقه القلم فكتب : أبو شيبة بن أبي بكر .

وأبو جعفر : هو محمد بن عثمان بن أبي شيبة الراوي لهذا الحديث .

ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وأعله بابن عابس فقط ! فقال : " ليس بشيء ، وتابعه جابر الجعفي عن أبي الطُّفيل عن أنس نحوه . وجابر كذبوه " !

وأقره السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (1/186) ، ونقل كلام الذهبي والعسقلاني السابقين وأقرهما .

وتبعه على ذلك ابن عَرَّاق في كتابه " تنزيه الشريعة " (1/357) .

17 / 4887 - إن الله تعالى عهد إلي عهداً في علي . فقلت : يا رب ! بينه لي ؟! فقال : اسمع . فقلت : سمعت . فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني .
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/66 – 67) عن عَبَّاد بن سعيد بن عباد الجعفي : ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول : حدثني صالح بن أبي الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعمش الثقفي ، عن سلام الجعفي عن أبي برزة مرفوعا . وزاد : " فبشره بذلك . فجاء علي ، فبشرته ، فقال : يا رسول الله ! أنا عبد الله وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يُتم الذي بشرتني به فالله أولى بي . قال : قلت : اللهم ! أجْلِ قبله ، واجعل ربيعه الإيمان . فقال الله : قد فعلت به ذلك . ثم إنه رفع إلى أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي . فقلت : يارب ! أخي وصاحبي ؟! فقال : إن هذا شيء قد سبق ؛ إنه مبتلى ومبتلى به " .

قلت : هذا إسناد مظلم جدا ، ومتن موضوع ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة كسوابقه ، ورجاله علهم مجهولون لا يعرفون ؛ لا ذكر لهم في كتب الجرح والتعديل ؛ سوى اثنين منهم :

الأول : صالح بن أبي الأسود ؛ لم يتكلم فيه المتقدمين سوى ابن عدي ، فقال في " الكامل " (200/1) : " أحاديثه ليست بالمستقيمة ، فيها بعض النُّكرة ، وليس هو بذاك المعروف " . وقال الذهبي - وتبعه العسقلاني - : " واهٍ " .

والآخر : عباد بن سعيد الجعفي ؛ ساق له الذهبي هذا الحديث ؛ وقال : " باطل ، والسند ظلمات " . وكذا قال العسقلاني .

وأخرجه ابن عساكر (12/128/2) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عون بن عبيد الله عن أبي جعفر وعن عمرو بن علي قالا : قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره ؛ دون قوله : " فجاء علي ... " .

أخرجه ابن عساكر . وقال : " هذا مرسل " .

قلت : وإسناده – مع ذلك – واهٍ جداً ؛ فإن ابن أبي رافع متروك ، كما تقدم قريبا تحت حديث (4882) .

والحديث ؛ قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح ، وأكثر رواته مجاهيل " . نقله السيوطي كما يأتي في الحديث بعده .

18 / 4888 - يا أبا برزة ! إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب ؛ فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني .
يا أبا برزة ! علي بن أبي طالب أميني غداً يوم القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي .
موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " (414/2) ، وأبو نعيم (1/66) عن أبي عمر لاهِزِ بن عبد الله : ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ثنا أنس بن مالك قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا اسمع ... فذكره . وقال ابن عدي : " باطل بهذا الإسناد ، وهو منكر الإسناد ، منكر المتن ؛ لأن سليمان التيمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أنس ؛ لا أعرف بهذا الإسناد غير هذا . ولاهز بن عبد الله مجهول لا يعرف ، يروي عن الثقات المناكير والبلاء منه ، ولا أعرف للاهز غير هذا الحديث " . وقال الذهبي - بعد أن نقل عن ابن عدي إبطاله للحديث - : " قلت : إي والله ! من أبرد الموضوعات ، وعلي؛ فلعن الله من لا يحبه " .

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وأعله بخلاصة كلام ابن عدي المتقدم .
وأقره السيوطي في " اللآلئ " (1/188) ، ونقل كلام الذهبي السابق في جزمه بأنه من أبرد الموضوعات . ثم ساق له طريقا أخرى ؛ وهي التي بالحديث الذي قبله وقال : " أورد ابن الجوزي في " الواهيات " ، وقال : هذا حديث لا يصح ، وأكثر رواته مجاهيل " .

وأقره هو ، وابن عَرَّاق (1/359) ؛ بل أيَّداه بأن نَقَلا قول الذهبي المتقدم هناك في إبطاله .

19 / 4889 - ليلة أسري بي ؛ انتهيت إلى ربي عز وجل ؛ فأوحى إلي في علي بثلاث : أنه سيد المسلمين ، وولي المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
موضوع . أخرجه السِّلَفِي في " الطيوريات " (189/1) ، وابن عساكر (12/137/2) عن جعفر بن زياد : نا هلال الصيرفي : نا أبو كثير الأنصاري : حدثني عبد الله بن أسعد بن زُرارة مرفوعا .

قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ جعفر بن زياد شيعي ، ولكنهم وثقوه .

لكن قال ابن حبان في " الضعفاء " : " كثير الرواية عن الضعفاء ، وإذا روى عن الثقات ؛ تفرد عنهم بأشياء ، في القلب منها شيء " . وقال الدارقطني : " يعتبر به " .

وهلال : هو ابن أيوب الصيرفي ، ترجمه ابن أبي حاتم (4/2/75) برواية جعفر هذا فقط ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

وكذلك ترجم لأبي كثير الأنصاري ، من رواية إسماعيل بن مسلم العَبْدِي عنه (4/2/429) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

ثم رواه ابن عساكر من طريق أبي يعلى : نا زكريا بن يحيى الكسائي : نا نصر بن مزاحم عن جعفر بن زياد عن هلال بن مِقلاص عن عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصار عن أبيه مرفوعا ، فزاد في الإسناد " عن أبيه " ، ولفظه : " لما عُرِجَ بي إلى السماء ؛ انْتُهي بي إلى قصر من لؤلؤ ؛ فيه فراش من ذهب يتلألأ ، فأوحي إلي ... " الحديث .

وهذا إسناد واه بمرة ؛ نصر بن مزاحم ؛ قال عنه الذهبي : " رافضي جلد ، تركوه . قال العقيلي : شيعي ؛ في حديثه اضطراب وخطأ كثير . وقال أبو خيثمة : كان كذابا ... " .

وزكريا بن يحيى الكسائي شيعي أيضا ؛ قال ابن معين : " رجل سوء ، يحدَّث بأحاديث سوء يستأهل أن يُحْفَرَ له بئر فيُلقى فيها " ! وقال النسائي والدارقطني : " متروك " .

وتابعهما عمرو بن الحصين العقيلي : أنبا يحيى بن العلاء الرازي : ثنا هلال بن أبي حميد به ، وقال : عن أبيه ؛ دون الشطر الأول من الحديث .

أخرجه ابن عساكر (12/138/1) ، وكذا الحاكم (3/137 – 138) . وقال : " صحيح الإسناد " . وردَّه الذهبي بقوله : " قلت : أحسبه موضوعا ، وعمرو وشيخه متروكان " .

قلت : وقد مضى لهما عدة أحاديث ، فانظر الأرقام (39 و 40 و 49 و 321 و 382 و 425) .

وقد روي الحديث من طريق أخرى عن هلال بن أبي حميد عن عبد الله بن عُكَيْمٍ الجُهني مرفوعا به . وهو موضوعا أيضا ؛ كما سبق بيانه برقم (353) .

وبالجملة ؛ فقد اضطرب الرواة في إسناد هذا الحديث كما رأيت ، وليس فيه ما تقوم به الحجة ، وقد بينه الحافظ في " الإصابة " . وقال في خاتمة بيانه : " ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء ، والمتن منكر جدا " .

ونقل السيوطي في " الجامع الكبير " (2/133/2) عن الحافظ أنه قال : " ضعيف جدا ومنقطع " . وقال : " وقال العماد بن كثير : هذا حديث منكر جدا ، ويشبه أن يكون موضوعا من بعض الشيعة الغلاة ، وإنما هذه صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا صفات علي " .

قلت : وقد ذكرت نحوه عن ابن تيمية ؛ عند الرقم المشار إليه آنفا .

( تنبيه ) : عزا السيوطي حديث الترجمة في " الجامع الكبير " (2/158/1) لابن النجار وحده ! فيستدرك عليه أنه رواه ابن عساكر أيضا .

وأما قول عبد الحسين الشيعي في كتابه " المراجعات " (ص169) – بعد أن عزاه إلى الابن النجار ؛ نقلا عن " الكنز " - : " وغيره من أصحاب السنن " .

فهذا كذب وزور ؛ فإنه لم يروه أحد من أصحاب " السنن " ، والمراد بهم أصحاب " السنن الأربعة " : أبو داود ، النسائي ، الترمذي ، ابن ماجه ! وإنما يفعل ذلك تضليلا للقراء ، وتقوية للحديث !

ومن ذلك أنه فرق بين الحديث وحديث الحاكم المذكور آنفا ؛ ليوهم أنهما حديثان ! والحقيقة أنهما حديث واحد ؛ لأن مداره على عبد الله بن أسعد . غاية ما في الأمر أن الرواة اختلفوا فيه ، فبعضهم جعله في مسنده ، وبعضهم من مسند أبيه ! من أن الطرق كلها غير صحيحة كما رأيت . والله المستعان .

20 / 4890 - يا أنس ! انطلق فادع لي سيد العرب – يعني : علياً - . فقالت عائشة رضي الله عنها : ألست سيد العرب ؟! قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب . يا معشر الأنصار ! ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده ؟! قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : هذا علي ؛ فأحبوه بحبي ، وأكرموه لكرامتي ؛ فإن جبريل صلى الله عليه وسلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل .
موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/132/2) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/63) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة : ثنا إبراهيم بن إسحاق الصِّيني : ثنا قيس بن الربيع عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي مرفوعا .

قلت : وهذا إسناد مظلم جدا ؛ ليث وقيس ضعيفان . ونحوهما ابن أبي شيبة ؛ كما تقدم قريبا .

وأما الصيني ؛ فهو شر منهم جميعا قال الدارقطني : " متروك الحديث " . وكأنه - لشدة ضعفه – اقتصر الهيثمي عليه في إعلال الحديث ، فقال في " مجمع الزوائد " (9/132) : " رواه الطبراني ، وفيه إسحاق بن إبراهيم الصيني ؛ وهو متروك " .

وروي بعضه من حديث عائشة بلفظ : " أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب " .

أخرجه الحاكم (3/124) ، وابن عساكر (12/138/2) عن أبي حفص عمر بن الحسن الراسبي : ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عنها . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد ؛ وفيه عمر بن الحسن ، وأرجو أنه صدوق ، ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين " !

ورده الذهبي بقوله : " قلت : أظن أنه هو الذي وضع هذا " .

قلت : وذلك لأنه مجهول ؛ فقد أورده في " الميزان " ، وقال : " لا يكاد يعرف ، وأتى بخبر باطل متنه : ( علي سيد العرب ) " . لكن تابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني : نا أبو عوانة به .

أخرجه ابن عساكر (12/138/1-2) من طريقين عنه .

لكن الحماني ؛ اتهمه أحمد وغيره بسرقة الحديث ! مع كونه شيعيا بغيضا ، كما قال الإمام الذهبي . ثم أخرجه الحاكم من طريق الحسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به . ورده الذهبي بقوله : " قلت : وضعه ابن علوان "

ثم رواه ابن عساكر من طريق أبي بلال الأشعري : نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عائشة مرفوعا بلفظ : " هذا سيد المسلمين " . فقلت : " ألست سيد المسلمين ؟! فقال : " أنا خاتم النبين ، ورسول رب العالمين " .

قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ جعفر هذا : هو القمي ، قال الحافظ : " صدوق يهم " . ومثله يعقوب ؛ وهو ابن عبد الله القمي .

وأبو بلال الأشعري ؛ ضعفه الدارقطني ، ولينه الحاكم .

ثم أخرجه ابن عساكر من طريق أبي بكر الشافعي ، وهذا في " الفوائد " (1/4/2) من طريق خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد قال : " بلغني أن عائشة نظرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا شيد العرب ! فقال عليه السلام : " أنا سيد ولد آدم ، وأبو بكر سيد كهول العرب ، وعلي سيد شباب العرب " .

قلت : وهذا – مع انقطاعه – فيه خلف بن خليفة ؛ وكان اختلط في الآخر .

وذكر له الحاكم شاهدا من حديث جابر مرفوعا ؛ ومن رواية عمر بن موسى الوَجِيهي عن أبي الزبير عن جابر . قال الذهبي : " قلت : عمر وضاع .

ثم روى ابن عساكر من طريق أبي نعيم ، وهذا في " أخبار أصبهان " (1/308) عن عبيد بن العوام عن فطر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الحدري مرفوعاً بلفظ :

" أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ، وأنه لأول من ينفض الغبار عن رأسه يوم القيامة " .

قلت : وهذا ضعيف منكر ؛ عطية العوفي ضعيف مدلس .

وعبيد بن العوام ؛ لم أجد له ترجمة .

ثم رأيت في مسودتي ما نصه ـ عقب حديث الترجمة ـ :

" وقال الأثرم : وسمعت أبا عبد الله ( يعني : الإمام أحمد ) ذكر له عن أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة ( الحديث ) ؟! فأنكره إنكاراً شديداً . قلت لأبي عبد الله : رواه ابن الحماني ؛ فأنكره الناس عليه ، فإذا غيره قد رواه ! قال : من ؟ قلت : ذاك الحراني : أحمد بن عبد الملك ! قال : هكذا كتابه ! يتعجب منه . ثم قال : أنت سمعته منه ؟ قلت : سمعته وهو يقول في هذا . قلت له : إن ابن الحماني قد رواه . قال : فما تنكرون علي وقد رواه الحماني ؟! ولم يحدثنا به " .

انتهى ما في مسودتي ، وليس فيها بيان مصدره ، وكأنني نسيت أن أقيده يوم نقلته منه ، وغالب الظن أنه " المنتخب لابن قدامه " ؛ فليراجع !

21 / 4891 – أنت تُبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي .
موضوع . أخرجه الحاكم (3/122) عن أبي نعيم ضرار بن صرد : ثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يذكر عن الحسن عن أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ... فذكره . وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ! ورده الذهبي بقوله : " قلت : بل هو ـ فيما أعتقده ـ من وضع ضرار . قال ابن معين : كذاب " . وقال البخاري ، والنسائي :" متروك الحديث " . وقال ابن أبي حاتم ( 2/1/465-466) عن أبيه : " روى حديثا عن معتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة لبعض الصحابة ، ينكرها أهل المعرفة بالحديث " .

قلت : والظاهر أنه يشير إلى هذا الحديث . ومع ذلك ؛ فقد قال فيه : " صاحب قرآن وفرائض ، صدوق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به روى ... " !!

قلت : وهذا من مخالفته لجمهور الأئمة ؛ فإن أحداً منهم لم يصفه بالصدق ، وأنى له ذلك وابن معين يكذبه ؟! ويشير إلى ذلك الإمام البخاري بقوله المتقدم : " متروك الحديث " ؛ فإن هذا لا يقوله الإمام إلا فيمن هو في أردأ مراتب الجرح كما هو معلوم . وقد ساق له الذهبي هذا الحديث إشارة منه إلى إنكاره عليه . وقال فيه ابن حبان ـ وقد ساق له هذا الحديث ـ : " يروي المقلوبات عن الثقات ، حتى إذا سمعها السامع ؛ شهد عليه بالجرح والوهن " .

والحديث ؛ أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (3/61/2) من رواية الديلمي وحده !

وإليه عزاه الشيعي في "المراجعات " (172) ، ونقل تصحيح الحاكم إياه ، دون نقد الذهبي له ، كما هي عادته في أحاديثه الشيعية ، ينقل كلام من صححه دون من ضعفه !

أهكذا يصنع من يريد جمع الكلمة وتوحيد المسلمين ؟!

ولا يقتصر على ذلك ؛ بل يستدل به على :
" أن علياً من رسول الله ، بمنزلة الرسول من الله تعالى ... " !!! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرأً !

وأما إذا وافق الذهبي الحاكم على التصحيح ؛ فترى الشيعي يبادر إلى نقل هذه الموافقة ، بل ويغالي فيها ؛ كما تراه في الحديث الآتي .

22 / 4892 - من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أطاع علياً فقد أطاعني . ومن عصى علياً فقد عصاني .
ضعيف . أخرجه الحاكم (3/121) ، وابن عساكر (12/139/1) من طرق عن يحيى بن يعلى : ثنا بسام الصيرفي عن الحسن بن عمرو الفُقَيْمِي عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر مرفوعا . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد ! ووافقه الذهبي !

قلت : أنى له الصحة ؛ ويحيى بن يعلى – وهو الأسلمي – ضعيف ؟! كما جزم به الذهبي في حديث آخر تقدم برقم (892) ، وهو شيعي متفق على تضعيفه كما بيَّنْتُه ثَمَّةَ .

وسائر الرواة ثقات ؛ غير معاوية بن ثعلبة ؛ لا تعرف عدالته ، كما تأتي الإشارة إلى ذلك في الحديث الذي بعده .

وبسام : هو ابن عبد الله الصيرفي الكوفي ، وقد وثقوه مع تشيعه .

والشطر الأول من الحديث صحيح : أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة ، وهو مخرج في " إرواء الغليل " (394) ، وفي " تخريج السنة " لابن أبي عاصم (1065 – 1068) .

وأما الشطر الثاني ؛ فقد وقفت على طريق أخرى له ، يرويه إبراهيم بن سليمان النَهْمِي الكوفي : نا عباه بن زياد : حدثنا عمر بن سعد عن عمر بن عبد الله الثقفي عن أبيه عن جده يعلى بن مرة الثقفي مرفوعا بلفظ : " من أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أحب عليا فقد أحبني ... " الحديث .

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (239/2) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/128/2) وقال ابن عدي : " سمعت إبراهيم بن محمد بن عيسى يقول : سمعت موسى بن هارون الحَمَّال يقول : عباه بن زياد الكوفي ؛ تركت حديثه " . قال ابن عدي : " وقيل : عبَادَةُ بن زياد الأسدي ، وهو من أهل الكوفة ، من الغالين في الشيعة ، وله أحاديث مناكير في الفضائل " .

قلت : ونقل الحافظ ابن حجر في " اللسان : عن أحد الحفاظ النيسابوريين أنه قال : " مجمع على كذبه " . ثم تعقبه بقوله : " هذا قول مردود ، وعبادة لا بأس به ؛ غير التشيع " . ويؤيده قول ابن أبي حاتم (3/1/97) عن أبيه : " هو من رؤساء الشيعة ، أدركته ولم أكتب عنه ، ومحله الصدق " .

قلت : وآفة الحديث إما ممن فوقه ، أو من دونه ؛ فإن عمر بن عبد الله الثقفي وأباه ضعيفان ؛ قال الذهبي في الوالد : " ضعفه غير واحد . روى عنه ابنه عمر ، وهو ضعيف أيضا . قال البخاري : فيه نظر " . وقال ابن حبان : " لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد ؛ لكثرة المناكير في روايته ، ولا أدري أذلك منه أم ابنه عمر ؛ فإنه واه جدا أيضا ؟! .

وإبراهيم بن سليمان النهمي ؛ ضعفه الدارقطني .

وأما حديث : " من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني " ؛ فهو حديث صحيح ، خرجته في " الصحيحة " (1299) .

( تنبيه ) : ذكر الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص174) فقال : " أخرجه الحاكم في ص (121) من الجزء الثالث من " المستدرك " ، والذهبي في تلك الصفحة من " تلخيصه " ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين " !!

قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما آنفا : " صحيح الإسناد " !

وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، ودِدْتُ هذا ؛ عملا بقوله تعالى : " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " [ المائدة : 8 ] ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!

بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حدٍّ ؛ فقلت : لعلَّ بصره انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهوا ، ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضا حديث مصحح شرط الشيخين ! فتيقنت أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمدا ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا المؤلف ؟!

ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية ( ص 45 ) :

أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من " المستدرك " عن ابن عباس قال : شرى عليٌّ نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في ( تلخيص المستدرك ) !!

وإذا رجع القارئ إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول الحاكم : " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ! وقول الهبي : " صحيح " !

ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضا بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة المذكورة والتي تقابلها أيضا ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين .

ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛ ألا وهو أبو بَلْجٍ عن عمرو بن ميمون .

فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سُلَيْمٍ ؛ أخرج له الأربعة دون الشيخين . وفيه أيضا كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم : " محله الصدق " . وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال أبو زرعة : " صدوق " وأما الأزدي فقال : " عنده مناكير " .

ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه السابقتين ؛ فراجعه .

23 / 4893 - يا علي ! من فارقني فقد فارق الله . ومن فارقك يا علي ! فقد فارقني .
منكر . أخرجه الحاكم (3/123 – 124) ، والبزار (3/201/2565) ، وابن عدي ، وابن عساكر (12/139/1) عن أبي الجَحَّاف داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر مرفوعا . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! ورده الذهبي بقوله : " قلت : بل منكر " .

وأقول : ليس في إسناده من يتهم به ؛ سوى معاوية هذا ، وقد أورده ابن أبي حاتم (4/1/378) بهذا الإسناد ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

وكذلك صنع البخاري في " تاريخه " (4/1/333) ، لكنه أشار إلى هذا الحديث وساق إسناده . وذكره ابن حبان في " الثقات " (5/416) !

ويحتمل أن يكون المتهم به هو داود هذا ؛ فإنه – وإن وثقه جماعة - ؛ فقد قال ابن عدي : " ليس هو عندي ممن يحتج به ، شيعي ، عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت " .

ذكره الذهبي ؛ ثم ساق له هذا الحديث . وقال : " هذا منكر " .

24 / 4894 - يا علي ! أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي .
موضوع . أخرجه ابن عدي (308/2) ، والحاكم (3/127-128) ، وابن عساكر (12/134/2-135/1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : نا عبد الرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي ... فذكره . وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر – بإجماعهم – ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح " !! وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبد الرزاق سرا ، ولم يَحْسُرْ أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة " .

قلت : يشير الذهبي بتحديث عبد الرزاق بالحديث سرا إلى ما رواه الحاكم عقب الحديث ، والخطيب – وسياقه أتم – قال : قال أبو الفضل : فسمعت أبا حاتم يقول : سمعت أبا الأزهر يقول : خرجت مع عبد الرزاق إلى قريته ، فكنت معه في الطريق ، فقال لي : يا أبا الأزهر أُفيدك حديثا ما حدثت به غيرك ؟! قال : فحدثني بهذا الحديث .

ثم روى الخطيب بسنده عن أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَري قال : لما حدث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبد الرزاق في الفضائل ؛ أُخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث ؛ إذ قال يحيى بن معين : مَنْ هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث ؟! فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث " .

قلت : ويؤيد قول ابن معين هذا ؛ أن أبا الأزهر قد توبع عليه ؛ فقد قال الخطيب : " قلت : وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبد الرزاق ؛ فبرئ أبو الأزهر من عهدته ؛ إذ قد توبع على روايته " .

قلت : فانحصرت العلة في عبد الرزاق نفسه ، أو في معمر ، وكلاهما ثقة محتج بهما في " الصحيحين " لكن هذا لا ينفي العلة مطلقا : أما بالنسبة لمعمر ؛ فقد بين وجه العلة فيه : أبو حامد الشرقي ؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه : أنه سئل عن حديث أبي الأزهر هذا ؟ فقال : " هذا حديث باطل ، والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يُمَكِّنهُ من كُتبه ، فادخل عليه هذا الحديث ، وكان معمرا رجلا مهيبا لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر ! "

قلت : فهذا – إن صح – علة واضحة في أحاديث معمر في فضائل أهل البيت ، ولكني في شك من صحة ذلك ، لأنني لم أر من ذكره في ترجمة معمر ؛ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما . والله أعلم .

ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي ، وابن حجر أيضا ؛ لكن في ترجمة أبي الأزهر فقال الذهبي – بعد أن وثقه - : " ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثا في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل ، فقال أبو حامد ( فذكر كلاما ملخصا ثم قال ) . قلت : وكان عبد الرزاق يعرف الأمر ، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سرا ؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره ، فقد رواه محمد بن حمدون عن ... فبرئ أبو الأزهر من عهدته " .

وأما بالنسبة لعبد الرزاق ؛ فإعلاله به أقرب ؛ لأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا في تحديثه من حفظه دون كتابه ؛ فقال البخاري : " ما حدث به من كتابه فهو أصح " . وقال الدارقطني : " ثقة ، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث " . وقال ابن حبان : " كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه ؛ على تشيع فيه " . وقال ابن عدي في آخر ترجمته : " ولم يروا بحديثه بأسا ؛ إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به ، وأما في باب الصدق ؛ فإني أرجو أنه لا بأس به ؛ أي أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين ؛ مناكير " . وقال الذهبي في ترجمته في " الميزان " : " قلت : أوهى ما أتى به : حديث أحمد بن الأزهر – وهو ثقة - : أن عبد الرزاق حدثه – خلوة من حفظه – أنا معمر ... ( قلت : فساق الحديث ، وقال ) .

قلت : ومع كونه ليس بصحيح ، فمعناه صحيح ؛ سوى آخره ، ففي النفس منها ! وما اكتفى بها حتى زاد : " وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك " .

فالويل لمن أبغضه ؛ هذا لا ريب فيه ، بل الويل لمن يغض منه ، أو غض من رتبته ، ولم يحبه كحب نظرائه من أهل الشورى ، رضي الله عنهم أجمعين " .

والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 16) ، ونقل كلام الخطيب المتقدم ، ثم قال : " وقد أورد ابن الجوزي في " الواهيات " ، وقال : إنه موضوع ، ومعناه صحيح ، قال : فالويل لمن تكلف وضعه ، إذ لا فائدة في ذلك " .

وكذا في " تنزيه الشريعة " لابن عَرَّاق (1/398) .

( تنبيه ) : أورد الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص 175) من رواية الحاكم وقال : " وصححه على شرط الشيخين " !! ولم ينقل - كعادته – رد الذهبي عليه ، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول ابن الأزهر : " فحدثني ( عبد الرزاق ) – والله – بهذا الحديث لفظا ، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه " !

والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث ؛ كما يوهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبد الرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ : " فتبسم يحيى بن معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث " .

قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح أن الحديث غير صحيح عند ابن معين . فلو كان الشيعي عالما حقا ، ومتجردا مُنصفا ، لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه جواب ! وهيهات هيهات !

25 / 4895 - يا علي ! طوبى لمن أحبك وصدق فيك . وويل لمن أبغضك وكذب فيك .
باطل . أخرجه ابن عدي (283/1) ، وأبو يعلى (3/1602) ، والحاكم (3/135) ، والخطيب (9/72) ، والسِّلَفِي في " الطُّيُورِيَّات " (170/1-2) وابن عساكر (12/131/2) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم الثقفي يقول : سمعت عمار بن ياسر مرفوعا . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! ورده الذهبي بقوله : " قلت : بل سعيد وعلي متروكان " . وقال في ترجمة ( علي بن الحزور ) من " الميزان " : وهذا باطل " . وقال ابن عدي في ( الحزور ) : " وهو في جملة متشيعة الكوفة ، والضعف على حديثه بين " .

والحديث ؛ قال الهيثمي (9/132) : " رواه الطبراني ، وفيه علي بن الحزور ؛ وهو متروك " .

التَّعْـلِـيقَاتُ الْأَلْبَانِيّـةُ عَلى " الْمُرَاجَعَات "

رابط الموضوع

كتبه عَـبْـد الـلَّـه زُقَـيْـل
zugailam@yahoo.com